اكبر ابنائي ابنتي ذات 15ربيعاوتدرس بالكفائه المتوسطه اريد منها ان تكون ابنه مثاليه وفرت لها محمول وانشئة لها بريد اكتروني وضمت معها بعض زميلاتهاولكن وجدت منها تقصير في دروسها
ولعدم راحتي من بعض زميلاتهامنعتها من استخدامه والغيت بريدها بدأت الاحض عليها تقصيرا بأداء الصلاه واجد معها رسائل من بعض زميلاتها تعبر عن الاعجاب بينهم
وقد نصحتها من ذالك وبدأت الحض عليها كثرة النوم وافراطهافي ممارسهةالعادة السريه ابلغت امها وطلبت منها متابعتها ولاكن للاسف كان رد الام اني اتجسس عليها وان كل البنات يمارسونها
انا صرت محتار ماذا افعل هل اصارح ابنتي وابين لهامضار العاده السريه الصحيه والنفسيه مع العلم اني لم اتجسس عليها ولاكن اجد اثار هذه العاده السيئه على ملابسها الداخليه وبمعدل يصل احيانا يوميا
مع العلم اننا في بيت محافض ولا يوجدلدينا القنوات الهابطه وتساعد امها في اعمال المنزل وتساعد اخوتها ارجوا منكم توجيهي بالطريقه المثلى بنصح ابنتي اشكر لكم جهودكم واثابكم الله،،،،
أهلا بك أبو ناصر .
الحمد لله ولي المتقين والصلاة والسلام على الخاتم الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
سيدي الفاضل:
لاحظت من رسالتك الكريمة روعة مشاعر الأبوة الفياضة والولاية الجياشة والقوامة الكريمة وحب الحراسة للفضيلة في نفس البنت الوحيدة ، وهذا يزيدك -بإذن الله - أجرا وفضلا في حسنتربية البنات ،وقد لا حظت في رسالتك مدى قلقك على ابنتك الوحيدة التي تمر بفترة انتقالية طبيعية في عمرها الزاهي ،وهذا يترتب عليه التفاهم بين الوالدين وإيضاح كثير من الجوانب التي يمكن إيصالها إلى البنت الجميلة بطرق متنوعة وتنبيهها من المخاطر بدق أجراس القيم والفضيلة..
فالبنت في هذا العمر تختلط لديها مشاعر الحب والإعجاب والنظر والحياء والعجلة واللامبالاة بالتوجيهات الوالدية بسبب التغيرات البيولوجية التي يمر بها جسدها من العناصر الهرمونية والتركيبات الفسيولوجية،لكن لا بد من وقفة لطيفة: فذلك لا يعني ترك الحبل على الغارب ، قال صلى الله عليه وسلم((من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : شاب نشأ في طاعة الله))متفق عليه.
بل المطلوب في هذه الفترة أن يبذل الوالدان جهودا مضاعفة أكثر من تلك الليالي والأيام التي مرت بها وهي طفلة رضيعة في أيامها الأولى من الخوف والقلق والسهر والتمريض والمتابعة..
فهي الآن أشد حاجة للحب والحنان وتلمس المشاعر وغض الطرف عن بعض الأخطاء الصغيرة، والترهيب من التفريط في الحقوق والفرائض الواجبة لأي سبب كان، والتأديب وقوة الملاحظة للسلوكيات المختلفة حتى لا تتعاظم الأخطاء فتصبح ذنوبا وكبائر..
أما ما ذكرته من توفير المحمول والبريد الالكتروني فهذا من مقتضيات الجيل الجديد لكن يقابله لزوم الأدب في التعامل مع هذه التقنيات الخطيرة المزوجة بين فعل الحلال وسهولة ارتكاب الحرام ،فيجب على الوالدين المتابعة الحثيثة والسؤال بلطف والتحسس من بعد دون أن نفقد الثقة بالابن أو الابنة، وتوجيهها للخير ..
وعلى الأم خاصة مع البنت واجبات كثيرة ونوافذ مفتوحة من الحوار اللطيف والسؤال عن طموحات فتاتنا الصغيرة وسلوكيات الصديقات الجميلة والسخيفة وآثارها على الفتاة وسمعة الأسرة، والجلوس معها واصطحابها في زيارات عائلية وعدم تركها منفردة بتاتا ..لأن الذئاب تأكل من الغنم القاصية الوحيدة..
ومادام أنها البنت الوحيدة يحملكما وإخوانها مسؤولية كبيرة لحاجة البنت الدائمة للحديث واللعب واللهو في البيت أكثر من الخارج، و كذا الفضفضة وتبادل الخبرات النافعة حتى لا تتوجه لمجتمع قد يختلف عن القيم والفضائل التي تربت عليها، فآمل من الوالدة الكريمة تفهم هذا الجانب من حاجيات أبنتها الوحيدة المراهقة..
أما العادة السرية فهي عادة وخيمة العاقبة عليها عاجلا أو آجلا ولا تلجأ إليها إلا بسبب شهوة مفرطة أو تصرف غامض رأت تجربته ، فآمل بيان ذلك وتحذيرها بل ومنعها ومتابعته حتى لا تخسر هذه الطفلة المدللة جانبا كبيرا من روعتها كأنثى حيية.
ويمكن عرضها على طبيبة دون خدش حيائها واستشارتها في هذا الأمر وكيفية تجنبه حتى لا تتعرض لمخاطر جسدية ونفسية ..
عزيزي:
التربية عمل كبير وعلم غزير ورسالتك توحي باهتماماتك ومتابعتك فآمل أن تكون أهدافكما محددة في رسم المسارات الصحيحة لحياة هذه البنت الوحيدة وأخوانها،وقوانين الأسرة الحاسمة في علاج أي خطأ، والتفاهم بين الوالدين والجلوس والتحاور معها في مستقبلها المشرق -بإذن الله-،ومن الأهمية بمكان استشعار هذه المسؤولية المشتركة بين الوالدين وتحفيز الطرفين لبعضهما،وعدم التهاون في علاج أي سلوك أوتصرف خاطئ بالتعاون والتفاهم في الأسرة الصغار والكبار إلا ما كان سرا أوخادشا للحياء والفضيلة، وهذا له من الآثار اللطيفة على نفوس الأبناء ..
وعليكم بالاستعانة بالله الجليل وتحبيب العمل الصالح لهذه الفتاة الكريمة والتقرب إلى الله ليلا ونهارا بالدعاء والابتهال بقوله تعالى {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةأعين}. واستغلال أوقات الفراغ لهذه الفتاة الجميلة بعمل نافع أو هواية جميلة لتنفيرها من أخطاء الفراغ والغفلة والصحبة السيئة.
والله يحوطكم بفضله ونعمه.
الكاتب: د.هدى بنت دليجان الدليجان
المصدر: موقع المستشار